عود برنامج الدورة الخارجية لمدارس الولدان الإسلامية في دفعته الخامسة، مفعماً بالحماس والمعاني السامية!

يُعَد هذا الحدث الاستثنائي، الذي تنظمه مدارس الولدان الإسلامية، فرصة ذهبية للمشاركين لاكتساب المعرفة والخبرة المباشرة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وباعتبارها واحدة من أرقى الجامعات في المملكة العربية السعودية، تُعد الجامعة الإسلامية وجهة لآلاف الطلاب المسلمين من جميع أنحاء العالم. طوال فترة البرنامج، لم يتلق المشاركون تعليماً أكاديمياً فحسب، بل حظوا أيضاً بتوجيه روحي لامس قلوبهم وعزز إيمانهم.

تُعرف الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بأنها مركز مرموق للتعليم العالي الإسلامي، حيث تركز على علوم الشريعة، والقرآن الكريم، والحديث، والدعوة، واللغة العربية. تأسست الجامعة عام 1961، وهي تقع على مقربة من المسجد النبوي، مما يخلق بيئة تعليمية دينية تتسم بالسكينة والطمأنينة. وهنا، أتيحت للمشاركين في الدفعة الخامسة من برنامج الدورة الخارجية لمدارس الولدان فرصة فريدة لتجربة الأجواء التعليمية الإسلامية الأصيلة والمنضبطة بشكل مباشر، تحت إشراف نخبة من أعضاء هيئة التدريس والعلماء المرموقين في الجامعة.

خلال فترة إقامتهم في المدينة المنورة، انخرط المشاركون في سلسلة من الأنشطة المكثفة والمليئة بالمعنى. فور وصولهم، تم استقبالهم بجولة تعريفية بالحرم الجامعي ومقدمة عن الثقافة الأكاديمية في الجامعة الإسلامية. بعد ذلك، حضر المشاركون محاضرات ودراسات مباشرة مع أساتذة الجامعة، مما منحهم رؤى عميقة حول مختلف التخصصات الإسلامية. وإلى جانب الأنشطة الأكاديمية، قاموا بجولة في الحرم الجامعي لاستكشاف الكليات والمرافق الحديثة. وكان من أبرز المحطات المميزة المشاركة في “محاكاة المقابلة” (اختبار القبول بالجامعة)، مما قدم لهم تصوراً واقعياً عن عملية القبول في الجامعة.

لم يقتصر برنامج الدورة الخارجية لمدارس الولدان على الجانب الأكاديمي فحسب، بل تم تصميمه بعناية لتعزيز الروحانيات لدى المشاركين. فقد حظوا بفرصة مباركة لأداء مناسك العمرة وزيارة المواقع الإسلامية التاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف. أصبحت هذه العبادات لحظة عميقة لتقوية إيمانهم واستشعار القيم الإسلامية مباشرة في الأراضي المقدسة. وقد تركت الأجواء الخاشعة للعبادة في المسجد النبوي والمسجد الحرام أثراً لا يُنسى في نفوس جميع المشاركين.

إن الميزة الجوهرية لبرنامج الدورة الخارجية لمدارس الولدان الإسلامية تكمن في جمعه الشامل بين العلم والعبادة وبناء الشخصية. تم تنظيم جميع الأنشطة بحيث لا يقتصر فهم المشاركين على النظريات الإسلامية فحسب، بل يمتد ليشمل تطبيقها في حياتهم اليومية. لقد تم توجيههم ليكونوا منضبطين، ومسؤولين، ومتمتعين بروح قيادية راسخة في القيم الإسلامية. علاوة على ذلك، كان البرنامج منصة لبناء شبكة عالمية من “الأخوة”، حيث تفاعل المشاركون مع طلاب من مختلف أنحاء العالم يدرسون أيضاً في الجامعة الإسلامية.

تُعد هذه التجربة مصدر إلهام قوي للمشاركين في الدفعات القادمة. ولتحقيق أقصى استفادة من هذا البرنامج المذهل، نوصي الطلاب الطامحين بالاستعداد مبكراً، خاصة في إتقان اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم. إن النية الصادقة لطلب العلم والروح الشغوفة لتطوير الذات هما الزاد الأساسي لهذه الرحلة الروحية والأكاديمية.

من خلال برنامج الدورة الخارجية لمدارس الولدان الدفعة الخامسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أدرك المشاركون أن طلب العلم ليس مجرد وسيلة لتحقيق الإنجازات، بل هو وسيلة سامية للتقرب إلى الله وإحياء القيم الإسلامية في الحياة.

ستبقى تجربة التعلم في هذه المدينة المقدسة ذكرى غالية ومنعطفاً حيوياً لجيل مسلم جديد، متسلح بالعلم والأخلاق وروح الدعوة. نأمل أن يستمر هذا البرنامج في الازدهار وأن يعم نفعه على المزيد من الطلاب في جميع أنحاء إندونيسيا.

لاطلاع على التوثيق الكامل لأنشطة الدفعة الخامسة من برنامج الدورة الخارجية لمدارس الولدان الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، تفضلوا بزيارة 📸 معرض الأنشطة للاستمتاع بأجمل اللحظات خلال البرنامج!